تحذير من نقص وشيك في غاز الطهي بإسرائيل جراء الهجمات الإيرانية

تحذير من نقص وشيك في غاز الطهي بإسرائيل جراء الهجمات الإيرانية
الهجمات الإيرانية على مصفاة بازان- أرشيف

 

حذّرت وزارة الطاقة الإسرائيلية من "نقص وشيك" في غاز الطهي وغاز البترول المسال، وذلك عقب الأضرار الكبيرة التي لحقت بمصفاة بازان في مدينة حيفا شمال البلاد، نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة، والتي جاءت رداً على التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد طهران.

ونقلت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية، الأربعاء، عن الوزارة أن الأضرار التي لحقت بالمصفاة الأسبوع الماضي كانت جسيمة إلى درجة اضطرت السلطات إلى إغلاق كافة أنشطة المنشأة، ما أثار مخاوف من اضطراب في إمدادات الغاز المستخدم في المنازل والصناعة والوقود.

انخفاض حاد

وذكرت الصحيفة أن وزارة الطاقة وجّهت رسالة رسمية إلى مديري شركات الغاز في إسرائيل، تحذر فيها من تداعيات توقف المصفاة، مشيرة إلى أن غاز البترول المسال المُستخدم على نطاق واسع في الطهي وقطاعات صناعية حيوية، قد يشهد انخفاضاً حاداً في التوفر خلال الأسابيع المقبلة.

أولويات توزيع الغاز

وبحسب الإجراءات التي بدأت الوزارة في تفعيلها، فقد تم وضع نظام لتحديد أولويات توزيع الغاز بين مختلف فئات المستهلكين وجاءت المؤسسات الحيوية مثل المستشفيات، ودور رعاية المسنين، والمخابز، ومصانع الأغذية، ومرافق الطوارئ في مقدمة الفئات التي ستُمنح أولوية في الإمداد، حيث ستحصل على ما يصل إلى 60% من احتياجاتها المعتادة.

أما الفئة الثانية، والتي تشمل السجون، والمزارع، والفنادق، وخدمات الإطعام، فسيتم تزويدها بنسبة تصل إلى 30%، وفي أدنى سلم الأولوية تأتي الأسر التي تعتمد على أسطوانات الغاز، والتي ستحصل على أسطوانة واحدة فقط لكل عائلة، دون توضيح للمدة الزمنية المقررة لهذه الحصة، كما حددت الوزارة نسبة 10% فقط من الإمدادات الروتينية لتغطية احتياجات الجيش والشرطة.

وأوضح وزير الطاقة إيلي كوهين أن عودة مصفاة بازان إلى العمل بكامل طاقتها الإنتاجية ستستغرق نحو شهر، مؤكداً أن المصفاة كانت تشكل المصدر الرئيسي لتوفير غاز الطهي داخل إسرائيل، حيث كانت تنتج 44% من مجمل الكمية المستهلكة محلياً، فيما توفر مصفاة أشدود 19% إضافية، ويتم استيراد الباقي عبر خطوط أنابيب تديرها شركات حكومية.

ورغم تطمينات بعض المسؤولين بأن النقص لن يصل إلى مرحلة حرجة، فإن مصادر في قطاع الطاقة أكدت للصحيفة أن حجم الضرر الذي لحق بالمصفاة قد يؤدي إلى نقص فعلي يُقدَّر بنحو 7500 طن من الغاز خلال الأسابيع المقبلة، مشيرين إلى أن هناك بالفعل انخفاضاً في الكميات المتاحة حالياً.

سيناريوهات لتفادي الأزمة

وأشارت "كالكاليست" إلى وجود عدة سيناريوهات تدرسها الحكومة لتفادي الأزمة، أبرزها اللجوء إلى احتياطيات الطوارئ، أو تقليص إمدادات الغاز الموجهة للسلطة الفلسطينية، أو التوسع في الاستيراد من الخارج، غير أن فاعلية هذه الخيارات لم تتأكد بعد وسط تساؤلات بشأن سرعة تنفيذها وقدرتها على سد الفجوة المتوقعة.

تأتي هذه الأزمة في وقت بالغ الحساسية، حيث تتزايد التوترات الأمنية في المنطقة، وتتعرض البنية التحتية الحيوية في إسرائيل لضغوط متزايدة، خاصة بعد أن شنت إيران هجمات صاروخية وجوية على منشآت حيوية إسرائيلية في 13 يونيو، ردًا على غارات استهدفت منشآت نووية داخل أراضيها، وتسببت الهجمات في أضرار كبيرة بمصفاة بازان، أحد أهم المراكز البتروكيميائية شمال إسرائيل، ما يسلط الضوء على هشاشة أمن الطاقة ويضع الحكومة أمام تحديات اقتصادية وإنسانية كبيرة خلال الفترة المقبلة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية